ماذا تريد منا الحياة
@ ماذا نريد في هذه الحياة.
مرحلة اكتشاف الذات هي مرحلة خطيرة لأنها ترسم مسار الإنسان في رحلته على هذه الأرض… هذه المرحلة تتطلب من الإنسان أن يوقظ نفسه بمعنى أن يتوقف لفترة قد تطول أو تقصر عن مجاراة هذا العالم المضطرب… لحظات تطلب منه طرح أسئلة معينة على النفس:
@من أنا ؟؟
@ماذا أفعل في هذه الدنيا؟؟
@ماذا أعرف عن نفسي؟؟
@لماذا خلقت؟؟
@كيف أريد أسلوب حياتي أهو بعيدا عن الناس
أم وسط زحمة هذا العالم أم في عداد حاملي الرسالات؟؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير –الذي يتفاوت من شخص لآخر-
يحمل لنا العديد من الإجابات المريحة التي
تضع النقاط على الحروف في نفوسنا!!
السر يتواجد في معرفة ما نريد في هذه الحياة
وما حقا نرغب فيه لتغير ما في أنفسنا بالطبع مع
الحفاظ على العقيدة الثابتة, فبفضلها نتوصل للرغبة في الواقع.
ومن الواضح للحفاظ على هذه العقيدة يتطلب
من وضع أهداف معينة كما ذكرت في السابق.
إنسان في وسط هذا العالم الصاخب وجد نفسه في غربة لظروف كانت قاهرة- وإن كان الإنسان في معظم الحالات هو المسئول عن ظرفه لأنه من صنعه- ،
كان يحمل بين جوانبه خلفيات (نظرية) بسيطة عن دينه وعن أصدقائه وعن أهله وعن كل شيء ولكن لوجود لشيء عن نفسه!!
وجد نفسه يضطرب باضطراب هذا العالم :banana:، وجد نفسه يقع في تحديات خطيرة لولا الله لتفتت شخصيته ، ووجد نفسه يجاري هذا العالم في عبثه.. في وقت ما شاءت العناية الإلهية أن يتوقف ويبتعد عن عجلة الزمان لبعض الوقت وكان هذا هو المفترق الخطير في حياته…
وتوقف و طالت وقفته:schmoll: ولكن بعد ذلك ولد من جديد أدرك من هو(؟) وأدرك ما دوره وأدرك الكثير –وليس كل شيء لأنه لا وجود للكمال هنا-عن نفسه وأقول أدرك ولا أقول عرف لأن المعرفة بالشيء لا تولد القيام به كما في حالة الإدراك والاستيعاب…ما الذي حصل هنا؟؟
ما حصل هو معرفة الآن وفك لغز
هذه الكينونة الداخلية بكل بساطة…
مصطلحات ضخمة أليس كذلك؟؟
ولكنها بسيطة إذا أردنا سبر أغوارها…
هي قصة شاب أعرفه حق المعرفة، ولكنه تحول إلى إنسان أجاد فن التعامل مع نفسه وبالتالي مع الآخر…… دعونا ندخل في صميم هذا الشاب……
ولكي نعطي للموضوع بعدا آخر سنترك الشاب
يروي لنا رحلة اكتشاف ذاته بنفسه!!
@ دخلت الجامعة ووجدت نفسي في عالم يدور وأنا لا أدرك دورانه لجهلي ولبساطة فطرتي… الخجل يلفني والرعب من المستقبل القادم يضرب طوقا حولي والمجتمع الذي حولي يفرض نفسه علي… لن أقول بأنني كنت كاللقمة السائغة لمن حولي ولكن كنت أنا تلك اللقمة بعينها… جهلي بالتعامل مع الواقع الذي أعيشه كان دائما يؤثر سلبا على نفسيتي… ضغطي يرتفع كلما تعرضت لأزمة ما… ثقتي بنفسي بدأت بالتلاشي بعد كل انهيار عصبي… كنت أعتبر نفسي حاملا لرسالة ما ولكن كان الواقع المؤلم يمنعني من أداء هذه الرسالة لأنه تفوق علي وأحكم سيطرته على الموقف وبدأ الاستسلام كرد فعل منطقي…..
هذه النقاط الثلاثة قادتني نحو التفكير الموضوعي وإدراك أساليبه وبالتالي الدخول إلى عالم النفس بكل صدق و واقعية ، أي أن المزيج الذي ظهر من تلك المكونات الثلاثة (طرد ردات الفعل، التوازن، محي العقد) أكسبني قدرة على التعامل بموضوعية مع نفسي. فصارت الحقيقة جلية أمام ناظري عندما أحكم على فعلي الذي قمت به…
وهكذا سبرت أغوار نفسي وتعرفت عليها وتوطدت علاقتي مع ربي وفتحت لي آفاق أخرى في الاتصال مع بني البشر…………………
هذه القصة أو السيرة الذاتية التي نقلها لنا صاحبها تبين لنا الكثير عن أهمية الاكتشاف الذاتي…
فكما رأينا أدى الاكتشاف الذاتي إلى علاقة رائعة في شفافيتها مع رب العالمين ومع بني البشر ومع النفس نفسها في إصلاح أمورها…
النقطة التي تلي الاكتشاف الذاتي هي مجال العلاقات الاجتماعية وعلاقة العبد مع ربه وعلاقة الإنسان بواقعه ومجتمعه:
في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا
(وكذلك جعلناكم أمتا وسطا لتكونوا شهداء على الناس.....)
@ سؤال أسأله لنفسي كل صباح.
كلما ازداد وجه العالم دمامة وكلما تراكمت الهموم على أرصفة ميناء الخلاص الأخير . وكلما طال انحناء ظهور العباد للعباد ، وكلما غاب العدل والحق ، وزادت عتمة هذا الليل الطويل ، وكلما أوغلت البشرية في غيها وغرورها وابتعادها عن الصراط .
سؤال أَنّ له القلب وأرقت بيه العين .
ولا سبيل لنا لأن نكون كما نريد
وكما أرادنا الله سبحانه وتعالى إلا بالتغيير .
ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟
@ والإجابة بسيطة في معناها عظيمة في مضمونها . إذا تعلمنا أن نخلص في العمل وألا نيأس وإذا علمنا أننا بحاجة إلى همة عالية لا يخالطها اليأس ولا تحط من علوها تصاريف الحياة .
فنحن بحاجة إلى علم ينير البصيرة ويهدينا إلى سواء السبيل. وهمة عالية. لأن منّا من قعدت به همته وإن اكتمل عمله ..
ومنّا من علت همته وعلا به عمله.
فهؤلاء هم الرواد الذين تعل بهم الأمة.
@ متطلبااااااااااااااااااااااااات التغيير :
إن التغيير يتطلب عامليين رئيسيين :
@التغيير الداخلي
@التغيير الخارجي .
* التغيير الداخلي:
يتطلب منك أن ترفع درجة الخطاب الداخلي لذاتك وأن تدير حوارًا، ذاتيًا وتسأل نفسك ماذا تريد؟ وأن تخاطب نفسك دائمًا. وأن تُذكرها بأنه في كثير من الأحيان خسارة معركة تعلمك كيف تربح الحرب، وهذا يعني أن لاتيأس حتى ولو عاندتك الحياة من جرّاء هذا التغيير . إن التغيير يقودك إلى السعادة لأنه من أكثر اللحظات سعادة هي عندما تحقق أشياءً يقول الناس عنها إنك لا تستطيع تحقيقها .
* أما التغيير الخارجي: فإنه يترتب على التغيير الداخلي لأن الله سبحانه وتعالى يقول :
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إنها ثورة أدعوك إليها ثورة على روتين الحياة. وعلى الثوابت التي تخنق الطاقات وتعطل المواهب، ثورة للتغيير فانطلق ولا تتخاذل ولا تتهاون . انطلق وارفع درجة الخطاب الداخلي إلى أقصى درجات التفاؤل والأمل والبهجة والسرور.
فأنا على يقين من امتلاكك لبركان متفجر من الطاقات الكامنة تنتظر أن تثور . فهلم إلى التغيير الداخلي. فهذا أوان أن يراك الآخرون كما ينبغي أن تكون .
عندما تصيبك مشكلة ، لا تفكر في المشكلة فقط فكر في المقدمات التي تدركها عن المشكلة وعندما تحيط إحاطة جيدة بهذه المقدمات توكل على الله وابدأ في حل المشكلة انطلاقا من المقدمات التي تعرفها تمام المعرفة فأنت لها يا عنترة…
عندئذ ستصل إلى النتيجة بعد توفيق الله لك……
هذه بعض الأمور التي تفيد في حياتنا اليومية كبشر نعيش على ظهر هذه المعمورة……
وأنا أرى أن تتكامل هذه العلوم الإدارية النفسية مع مناهج التربية التي يضعها الأخصائيون لكي تعطينا إنسانا صالحا ومصلحا قادرا على التعامل مع واقعه بكل ليونة وديناميكية من منطلق خلفية ثقافية إسلامية.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
@ ارجو ان يكون راق لكم كما هو لي راق !